رسالة الى كل اب وام المرجع الكبير الشيخ بشير النجفي
صفحة 1 من اصل 1
رسالة الى كل اب وام المرجع الكبير الشيخ بشير النجفي
إذا كانت الأصول لها تأثير مطلق (بما أودعها الله سبحانه من القابليات حسبما اقتضت أسرار الحكمة البالغة) في تكوين الأشكال والهيئات، وإذا كان المناخ له تأثير في اختلاف الألوان والطبائع، كان للوراثة أثر كبير في تكوين الملكات الحسنة والقبيحة.
ولذلك نجد الإسلام يهتم بهذا الجانب كثيراً فقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم : "اختاروا لنطفكم...". وقوله صلى الله عليه وسلم " الخال أحد الضجيعين...." ووصية أمير المؤمنين عليه السلام إلى عقيل "إختر لي امرأة ولدتها فحول العرب...".
كل ذلك شواهد على اهتمام الإسلام بالجانب الوراثي، وإرشاد وتنبيه على ما تتركه سلسلة الآباء والأمهات من تأثير في طبيعة المولود وفطرته.
بل لعلك لو تأملت لوجدت مولود الأبوين المثقفين يختلف عن مولود الأميين، فلا غرو إذن أن يكون ولد الأسد شبلاً، والجرو للكلب، والذئب كأبويه.
ولا عجب أن يكون من ولدته السلالة الطاهرة ميالاً إلى العفة والطهارة، وما نتج عن الشجرة اللعينة أ الخبيثة طعمه مراً زعافاً مريراً تعافه النفوس وتشمئز منه القلوب.
بيد أن كل ذلك لا يكفي في تكوين إنسان يحمل في طياته جميع المعاني الإنسانية ما لم يتول أبواه أو من يقوم مقامهما من إنشاء صالح للمولود وتربية نظيفة متكاملة صحيحة فإن الأبوين ربما يكون مولودهما نتيجة للرغبات والنزوات الشهوية، إلا أن الرعاية والتربية والتسديد وغيرها مما يفتقر إليه المولود لا يقوم به إلا من أوتي الحكمة وأفعم قلبه بالحب والرعاية الإنسانية والحنان الأبوي الذي يجب أن يتوفر في كل أب وأم.
ففي جل الحالات بل كلها يكون اتجاه المولود مهما كان نوعه يتولد من التربية والمحيط الذي درج فيه الأبوان ثم ترعرع فيه الطفل.
ولعل أدق تعبير وأعمق وصف لذلك ما روي عن رسول الله الأعظم صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه وينصرانه (وفي رواية) ويمسحانه..".
فعليه المدرسة الأولى للطفل والطفلة هو البيت، فالمولود الذي تناغيه الأم بكلمات شريفة مفعمة بالحب والحنان حتى يستوفي أيام طفولته يختلف ويمتاز عن طفل الأم التي تلطخت يداها بأنواع الخطايا والمعاصي.
والابن الذي نفق عليه الوالد من طيب كسبه ومن أطهر ما استفادة من عرق جبينه ويحيطه بحنان ويربيه تحت ظله الوارف ويغذيه الحزم والرجولة يختلف عن الطفل الذي ترعرع واشتدت سواعده من أكل الحرام أو المشتبه، اليد التي تلوثت بالمعاصي والجرائم ولا يحصل إلا على مناغاة الأغاني والكلمات الفاجرة.
ولذلك نجد الإسلام يهتم بهذا الجانب كثيراً فقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم : "اختاروا لنطفكم...". وقوله صلى الله عليه وسلم " الخال أحد الضجيعين...." ووصية أمير المؤمنين عليه السلام إلى عقيل "إختر لي امرأة ولدتها فحول العرب...".
كل ذلك شواهد على اهتمام الإسلام بالجانب الوراثي، وإرشاد وتنبيه على ما تتركه سلسلة الآباء والأمهات من تأثير في طبيعة المولود وفطرته.
بل لعلك لو تأملت لوجدت مولود الأبوين المثقفين يختلف عن مولود الأميين، فلا غرو إذن أن يكون ولد الأسد شبلاً، والجرو للكلب، والذئب كأبويه.
ولا عجب أن يكون من ولدته السلالة الطاهرة ميالاً إلى العفة والطهارة، وما نتج عن الشجرة اللعينة أ الخبيثة طعمه مراً زعافاً مريراً تعافه النفوس وتشمئز منه القلوب.
بيد أن كل ذلك لا يكفي في تكوين إنسان يحمل في طياته جميع المعاني الإنسانية ما لم يتول أبواه أو من يقوم مقامهما من إنشاء صالح للمولود وتربية نظيفة متكاملة صحيحة فإن الأبوين ربما يكون مولودهما نتيجة للرغبات والنزوات الشهوية، إلا أن الرعاية والتربية والتسديد وغيرها مما يفتقر إليه المولود لا يقوم به إلا من أوتي الحكمة وأفعم قلبه بالحب والرعاية الإنسانية والحنان الأبوي الذي يجب أن يتوفر في كل أب وأم.
ففي جل الحالات بل كلها يكون اتجاه المولود مهما كان نوعه يتولد من التربية والمحيط الذي درج فيه الأبوان ثم ترعرع فيه الطفل.
ولعل أدق تعبير وأعمق وصف لذلك ما روي عن رسول الله الأعظم صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه وينصرانه (وفي رواية) ويمسحانه..".
فعليه المدرسة الأولى للطفل والطفلة هو البيت، فالمولود الذي تناغيه الأم بكلمات شريفة مفعمة بالحب والحنان حتى يستوفي أيام طفولته يختلف ويمتاز عن طفل الأم التي تلطخت يداها بأنواع الخطايا والمعاصي.
والابن الذي نفق عليه الوالد من طيب كسبه ومن أطهر ما استفادة من عرق جبينه ويحيطه بحنان ويربيه تحت ظله الوارف ويغذيه الحزم والرجولة يختلف عن الطفل الذي ترعرع واشتدت سواعده من أكل الحرام أو المشتبه، اليد التي تلوثت بالمعاصي والجرائم ولا يحصل إلا على مناغاة الأغاني والكلمات الفاجرة.
مواضيع مماثلة
» رسالة الى كل اب وام المرجع الكبير الشيخ بشير النجفي
» رسالة الى كل اب وام المرجع الكبير الشيخ بشير النجفي
» الشؤن الطبية /فقه المغتربين لسماحة المرجع الكبير السيد علي السيستاني
» الشؤن الطبية /فقه المغتربين لسماحة المرجع الكبير السيد علي السيستاني
» التربية العملية بالقرآن الكريم اللمرجع الكبير اية الله وحيد الخرساني
» رسالة الى كل اب وام المرجع الكبير الشيخ بشير النجفي
» الشؤن الطبية /فقه المغتربين لسماحة المرجع الكبير السيد علي السيستاني
» الشؤن الطبية /فقه المغتربين لسماحة المرجع الكبير السيد علي السيستاني
» التربية العملية بالقرآن الكريم اللمرجع الكبير اية الله وحيد الخرساني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى